يعد التوزيع من الوظائف الأساسية للتسويق، ويعتبره بعض المختصين نصف التسويق، حيث أنّه يمد المستهلك بإشاعات مختلفة نتيجة لحصوله على المنتَج في المكان والوقت المناسبين. وتستند أهمية التوزيع على منطق مؤداه أنّ أي سلعة مبتكرة ومتميّزة ومعلن عنها وتباع بسعر جذاب قد لا تعني أي شيء للمستهلك إلاّ إذا كانت متاحة له عندما يريدها في المكان والوقت المناسبين. كما أنّ التأكّد من وجود السلعة في متناول يد المستهلك ليس كافياً لتحقيق النجاح التسويقي، فالحصول على أكبر عدد من العملاء وزيادة المبيعات يتطلب خدمات معيّنة يجب تأديتها من خلال قنوات التوزيع بعد عملية البيع.
وفيما يخص بقرار اختيار قنوات التوزيع، فتجدر الإشارة إلى أنّ هذا القرار يؤثر على جميع القرارات التسويقية الأخرى، سواءً المرتبطة بالتسعير أو الترويج أو المنتجات أو غيرها. ويترتب على هذا القرار أيضاً الكثير من الالتزامات طويلة الأجل اتجاه مؤسسات أخرى.
فالتوزيع يعتبر أحد عناصر المزيج التسويقي الهامة، فهو يعد حلقة الربط التنفيذية بين الانتقال المادي للسلعة من المؤسسة المنتِجة إلى المستهلك النهائي، كما أنّ هذه الحلقة التوزيعية لا تقتصر على عمليات استلام الطلبيات والنقل والتخزين ونقل الملكية والمخاطر فحسب، وإنّما تشمل بعداً استراتيجيّاً أكثر عمقاً وتأثيراً على أهداف المؤسسة. فقنوات التوزيع تمثل وسيلة لتوفير منتجات المؤسسة في الأسواق في المكان والزمان المناسبين، كما أنّها تؤثر على سعر المنتَج من خلال هامش الربح أو العمولة الّتي يحصل عليها الوسطاء، وبالتالي فهي تؤثر على حجم المبيعات المستهدف. بالإضافة إلى ذلك، فهي تعد عنصراً ترويجياً غير مباشر من خلال إشباع دوافع التعامل لدى المستهلك لاختيار الوسيط الملائم الّذي يحسن التعامل مع المستهلك ويجذبه إلى شراء منتَج المؤسسة، لذلك فإنّ الاهتمام بتصميم هيكل التوزيع من جانب المؤسسة يعتبر عنصراً مهماً لنجاح استراتيجيات التسويق.